زينة الزبيدي
02 Aug
02Aug

خططت إسرائيل بدهاء بالغ للرد على حادثة مجدل شمس في شمالها. فكيف تم اختيار الرد؟ وما تفاصيله؟ لازار بيرمان – تايمز أوف إسرائيل

Gettyimages.ru

بعد الهجوم الصاروخي على مجدل شمس يوم السبت والذي أسفر عن مقتل 12 طفلا وإصابة العشرات، وجدت إسرائيل نفسها مضطرة إلى تنفيذ رد قوي.وكانت هناك عدة خيارات للرد؛ فقد كان بإمكان إسرائيل أن تختار الشروع في الحرب التي طال انتظارها على حزب الله لإضعاف قدراته العسكرية. وكان بإمكان بنيامين نتنياهو أن يختار بدلا من ذلك شن حملة جوية محدودة عبر لبنان، مع التركيز على ضرب أهداف رئيسية لحزب الله. كما كان بإمكان إسرائيل أيضاً أن تضرب الدولة اللبنانية نفسها، في محاولة لإجبارها على كبح جماح حزب الله.ولكن كل هذه الخيارات تنطوي على مخاطر كبيرة. فالحرب مع حزب الله من شأنها أن تسفر عن أضرار واسعة النطاق في لبنان، وربما تعجل بتفكك الدولة. ومن شأنها أيضا أن تفرض خسائر فادحة على القوات الإسرائيلية والجبهة الداخلية، ناهيك عن أنها تتعارض مع رغبات الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء الغربيين.أما الضربة المحدودة فقد لا تحل التهديد الذي يشكله حزب الله على الحدود الشمالية، الأمر الذي قد يترك أكثر من ستين ألف إسرائيلي لاجئين في بلدهم. فضلا عن ذلك فإن مثل هذا النهج لا يزال يحمل في طياته مخاطر السيناريوهات المحتملة التي قد تؤدي إلى تصعيد الحرب الشاملة التي تجنبتها إسرائيل حتى الآن.ومن المؤكد أن شن حملة ضد مؤسسات الدولة والبنية الأساسية في لبنان من شأنه أن يثير الإدانة في الغرب، في حين أنه لن يفعل الكثير لإضعاف القدرات العسكرية لحزب الله.ومع الغارات الجوية المزدوجة التي شنتها إسرائيل بين عشية وضحاها على الزعيم العسكري لحزب الله فؤاد شكر، وعلى زعيم حماس السياسي إسماعيل هنية، بدا الأمر وكأن إسرائيل ترفض كل هذه الخيارات، على الأقل في الوقت الراهن.ومن خلال قتل شكر تكون إسرائيل قد أزاحت قائدا متمرسا وموردا رئيسيا لحزب الله من ساحة المعركة. لكنها لم تهدد أي قدرات لحزب الله أو تلحق الضرر بأعداد كبيرة من المدنيين، مما يعكس قوتها في حين تسعى إلى تجنب إجبار حزب الله على الدخول في حرب.ولم تعلق إسرائيل رسميا على اغتيال هنية، الذي ألقت إيران وحماس باللوم فيه على الدولة اليهودية. ولكن استهداف زعيم حماس في طهران قد يمنع الإحراج لقطر، حيث كان هنية يقيم، والتي لا تزال إسرائيل تعتبرها وسيطا مفيدا في المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم حماس خلال هجوم 7 أكتوبر.وقال مائير بن شبات، مستشار نتنياهو السابق للأمن القومي: "إن زعيم حماس، هنية، يلعب دورا محوريا في حشد الموارد لصالح حماس، وتمثيل الحركة، والتواصل السياسي، وبناء قوتها العسكرية ويكسبها نفوذا إقليميا.ويبدو أيضا أن الهجوم أظهرمدى قدرة إسرائيل على تنفيذ ضربات دقيقة بعيدا عن حدودها.وفي الوقت نفسه، فإن غياب إعلان المسؤولية وعدم إلحاق الضرر بالأصول الإيرانية قد يوفر لإيران وسيلة لتجنب التصعيد الكبير. ولكن من المؤكد أن إيران سترد، ولكنها مثل إسرائيل، تواجه معضلة كيفية الرد.وبعد وقت قصير من الضربة التي وقعت في بيروت ليلة الثلاثاء، هاجمت القوات الأميركية قاعدة جنوب بغداد أسفرت عن مقتل أربعة أعضاء من الحشد الشعبي  وإصابة أربعة آخرين. وهذا يدل على أن إسرائيل والولايات المتحدة تصرفتا بشكل متّسق، مما قد يؤدي إلى انتقام منسق على مستوى المحور ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.وكجزء من هذا الهجوم المنسق، يمكن لحزب الله أيضا أن يسعى للرد بالمثل على اغتيال شكر. وقال جوناثان روه، مدير السياسة الخارجية في المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي: "قد تستهدف هذه الضربة أصولا عالية القيمة مثل البنية التحتية الحيوية في حيفا، أو منصة غاز بحرية، أو القاعدة التي أطلقت منها إسرائيل هجومها.وقال بن شبات: ربما تخطط إيران لاغتيال على أساس مبدأ "العين بالعين"، لكن مثل هذا الهجوم سيستغرق وقتا للتخطيط له.ولكن رغم استهداف زعيم الحركة، اسماعيل هنية، فإن يحيى السنوار لا يزال على قيد الحياة، وهو يتحكم في مصير العشرات من الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة في غزة.ومن المستبعد أن توافق حماس على أي شيء في المستقبل القريب؛ إذ على الرغم من أهمية الدور الذي كان يلعبه هنية، لكن السنوار هو من اتخذ القرارات النهائية بشأن الشروط التي ستقبلها حماس في أي اتفاق. وهذه القرارات مبنية فقط على أساس ما يحدث على الأرض في غزة.