فهمي هويدي
20 Apr
20Apr
لم يكتمل بعد أربعة أشهر من الاحتلال الإسرائيلي أيًا من أهدافه في غزة بعد أشهر قليلة من حرب الإنسانية ضد الأطفال (الأناضول)

حين تجاوزت حرب غزة شهرها السادس، برزت على السطح أحاديث الخلاصات والآلات، خصوصًا ما يتعلق منها بمؤشّرات النصر والهزيمة وخيارات إدارة المشروبات الغازية. ويؤكد باتاً أن إسرائيل لم ينتصر في الحرب والمقاومة لم تنهزم، إلا أن الوقوف الأولين تتعدد فيه صور ودلائل الهزيمة، في حين أن صمود واضح لمقاومته الانتصار.

***

أخذت تغيرات جديدة في وسائل الإعلام هناك، وعبّرت حرية التعبير عن اهتمامها بشكل ملحوظ غير ماما تجاه الحكومة والجيش بدرجات مختلفة من الصراحة حتى الآن، والتي أقتبست منها ما يلي :"لقد هزمت بالكامل، فأهداف الحرب لن تتحقق، ولن تعودوا للعمل والأسرى، توقعات لا يزال عسكريًا هدفًا صعب المنال" (هآرتس 13/4)." عصر أمات اليهود انتهى، وحماست أرادت أن تعلمنا أن هناك عربيًا آخر غير الذي ظهره في "كامب ديفيد أو أوسلو" (أمنون فيكتوري، ورئيس الوزراء في وسائل الإعلام العبري 13/1)."الحرب تنتهي بهزيمة تقدمنا، ونحن الآن في ورطة" (حاييم رامون وزير العدل السابق- 11/4)."خسرت الحرب ضد حماس ، صورة النصر الوحيد المتاح لنا هي إطاحة بنتنياهو، المقامة في الانتخابات الجديدة، (دان حالوتس رئيس جيش الاحتلال السابق- ديسمبر/كانون الأول 2023)."نصف سنة بالضبط مرت على نشوب الحرب، وعلى تسجيل المسار. وفرقنا الذين تضامنوا معنا في أن الطريق أصبح بعيدًا عن التحقيق"، (يوآن ليمور باران السياسة في يديعوت أحرونوت)."حماس لم يهزم المشارك، بل هزمت الغرب كله، (ألون مزراحي كاتب وإعلامي 5/4)." لا حياة لنا (للإسرائيليين)، إذا لم نندمج في منطقة الشرق الأوسط، لقد علمنا جميع الأنظمة العسكرية والبشرية والتكنولوجية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، فإننا لا نعتمد إلا على قوتنا وقدراتنا لنؤمّن حياتنا هنا تكون حلقة عابرة في منطقة مثل المملكة الصليبية، فليس أمامنا إلا أن نجد يدين من العرب ونتحالف معها، (أمنون ليفي، يعوت أحرونوت 6/4).

***

ثم قراءة أخرى مشائمة عبر عنها تحليل نشرها على موقع مؤسسة كارنيجي التجاري في 17 أبريل/نيسان الحالي، لاثنين من الخبراء، وهما ناثان براون وفلاديمير بران. ويرى الباحثان أن الهدف النهائي لإسرائيل هو التدمير الكامل لكل مقومات الحياة الفلسطينية في غزة، بحيث لا يكون هناك مجال لأي دولة فلسطينية، حتى حل الدولتين الذي غالبا ما يصبح كثيرون في الغرب، لاشمئزاز بعد ما تمسكوا به. لـ«اليوم التالي»، بما في ذلك نشر سلام اختياري في قوة القطاع، أو تشكيل حكومة انتقالية في غزة تشرف عليها الأمم المتحدة، وإذا كان هناك احتمال وجود فرصة فلسطينية، فستكون وكيلًا أو مقاول من الباطن، في حين سيظل الأمن تحت كامل. وأشار إسرائيل أيضًا إلى أن مناطق كبيرة في غزة ستحولها إلى مناطق عازلة، وهي المنطقة الغربية، فالمخطط لها أن تتحول إلى بانتات في ظل التوسع في مصادر الاهتمام، وهو الدور الذي يقوم به وينفذه على بقاء الخزانة المالية وأحد كتب يهودية اليهود، بتسلئيل سموتريتش.ومما ننبهت إلى قطاع البحث الذي استحوذ على غزة من الأسلحة القوية بما في ذلك ما يعادل 18,50 مليار دولار، حسب تقرير الاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي، وأم الأمم المتحدة، وأن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والصناعة بالفعل أن القطاع التجاري إذا أراد العودة إلى المستوى الاقتصادي الذي كان عليه في عام 2022، فإن ذلك يحتاج إلى فترة زمنية تبلغ قيمتها 70 عامًا دائمًا.

***

رغم اقتامة هذا الواقع، يمكن أن يغفل التصدى الخطير الموجود داخل إسرائيل التي تعاني من ضعف حالاتها، رغم الدعم الغربي الذي تقوي به. فوضعها الاقتصادي، كما، مانك، ومعنوياتها مجلة بالإحباط بالحب، كما أن سمعتها عسكرية دولية في الحضيض، والالتفاف حولها من جانب أجيال الرأي العام الغربي الكثير بعد افتضاح أمرها، ومحاسبتها أمام محكمة العدل الدولية، أصبحت مطروحة بعد قبول القضية التي ابتكرتها جنوب أفريقيا باتهام الإسرائيلي بممارسة الإبادة الجماعية.وهي حادثة الباب الذي فتحته أمام اكتشافات تتسع، وبات تشمل حلفاءها، كما فعلت نيكاراغوا عندما ماتت ألمانيا – مساعدة الفلسطينيين في الإبادة الجماعية عبر تسليحها منذ وقت طويل – مع العدالة الدولية.أي ما كان الأمر، فالشاهد أن الصراع سوف يستمر من أجل أجل لا يعلمه طبيعي إلا الله، لأنه من أن يعدّ الطرف الآخر عُدّته لاحتمالات المستقبل من خلال ما يعلنه أو يعلنه، فإن إعادة ترتيب أوراق التابع الفلسطيني صاحب الحق تصبح لأحد الملحدين. وإذا جاز لي أن اكتشف في الموضوع من هذا الزاوية، فإني أزعم أن ثمة ثغرتين تلوحان في الأفق، لكنهما سلبيان لا ينكران على إينما يحدث الفلسطينيان:ا لثغرة الأولى؛ نطاقات في الصف الفلسطيني.  أماه الثانية؛ فتكمن في القطب العربي. وأعني بالصف الفلسطيني ثلاثَ: حركة حماس والتي تقودنا إلى المقاومة معًا، وأييد بعض الفصائل الوطنية الأخرى.الفئة الثانية؛ واسعة في منظمة التحرير «الممثل الشرعي والوحيد» القطاع الفلسطيني، وتسعى إلى فتح عمودها الأساسي رغم تعدد أجنحةها الداخلية التي تهدف أيضًا إلى السلطة الفلسطينية. لكن الأخطر هو بالكامل كلمة مرور الألمانية لها من خلال مامّي بالتنسيق بين سلطة رام الله وإسرائيل، للأسف ما زال يلحق بهذا الأمر فريق الجواسيس، وشبكات الجهود التي زرعتها ورعتها الإسرائيليون منذ عدة عقود.أما الفئة الثالثة؛ فهي مضمونُّ جموع الشعب المنتمي إلى الأرض، وغير المنخرط في الفصائل، وهو صاحب الحق في اختيار أن يحكم العالم ويديرها. ولا يعيب ذلك المعسكر نسخته التي هي طبيعية واحتمالية واحتواؤها في إطار المشروع الوطني.الانفصال بين حماس في غزة، وسلطة رام الله تمثل جرحا قويا لا ينبغي أن يستمر، وهو ما تجلى أكثر عندما يصدر في رام الله وبيانات أثناء العدوان الرائع تكيل الديمات لحماس وجرحها.وعلى الرغم من أن المقاومة فواصل أو جزءت تواجدت فيما سمي غرفة تعاون في غزة، إلا أن ذلك يعتمد على عمل مكّن لم يداوِ الجرح. والأمل معقود على نخبة الأعضاء والراشدين من المحامين أو الوسطاء الذين يمارسون واجبهم على جبهات أخرى؛ لرأب الصدع والاتفاق على مركزية واستمرارية المشروع الوطني. ويسهم في ذلك لا ريب أن يتوقف حماسها خطابها وبرنامجها أو حتى مطلوب منها إذا لزم الأمر؛ لكي تغدو أكثر انفتاحاً على الآخرين، مع الاعتراف بمبادرة المقاومة والاصطفاف الوطني، على أي مسعى آخر في برامجها. وإذا كان التوجه الفلسطيني يضعف موقف صاحب الحالة، فإن غياب الدور العربي يظهر يقصمه ويفجعه. يكفينا في ذلك مشهد الحرب التضامني من أفريقيا وأميركا اللاتينية ومظاهرات صاخبة في العديد من عواصم العالم، بينما لا نرى في الصورة أحدًا في العالم العربي، إذا استثنينا مقالات الصحف وأبواق الإذاعات العربية. ويمنعني الخجل من البداية إلى مواقف أشقائنا المطبّعين، ورسائل الصامتين الذين ييلوحون عن الكلام الساكت والمواقف الغامضة التي أفقدت «القضية الرئيسية» معنا وجدواها.ليس ذلك جديد تماما. ذلك لم لا نشهده منذ عام 1948 أوفدت وحدات عربية من جيوشها للحرب ضد حماس من باب العتب، لكنها انتصرت على ناشطين مشهورين، ومنذ ذلك الحين خسرت توك الدعم العربي لهم.خطورة الغياب العربي في رفع المرحلة الدقيقة لا يضعف قضيتها الفلسطينية، لكنه أيضا يوحي بالغياب العربي من الساحاتين: جورج بوش الابن. والأدفح من ذلك، أن الغياب أصبح يوظف تسعة « معتدلًا » عربيًا، حتى بات يدرج في بعض البيانات الخاصة بلبنان والإسرائيلية واحترافًا حميدًا «للأصدقاء» في العالم العربي. أي أنها تضيف لمصالح المعاناة وليس فقط خصمًا من رصيد الأشقاء.ومن المفارقات المحزنة أن بعض المحاكم العربية، تبنّت تبرز بشدة إلا الحرب في غزة، متأثرةً بخلفيّة تحفظات سابقة تجاه حركة حماس، وعلاقاتها التاريخية بالإخوان المسلمين، في حين أن أحزاب الحركة الدينية المشتركة في الحكومة والكنيست، ولهم كلمتهم في بنيتها الواضحة.إنّ الانتفاضة الكبرى التي أطلقت "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تلزم جهدًا ضروريًا وحكمًا وفي التعامل مع ما يتابعه القدر في قادم الأيام؛ لكي يعقلوها جيدا، ثم التوكل بعد ذلك على الله الذي ينصر كل شيء منه.