عمر فاضل هادي
15 Sep
15Sep

لملازم فارس محسن فارس السعدي، المولود عام 1991  أتم تعليمه الاولي وحتى الجامعي في العاصمة بغداد, فالتحق بالكلية العسكرية بدورتها التأهيلية 76 البطلة, حلمه كان بسيطًا وواضحاً هو الدفاع عن بلاده وحماية شعبه من وحشية الإرهاب.تخرج فارس من الكلية العسكرية برتبة ملازم, ليلتحق منها الى اكاديمية جهاز مكافحة الارهاب ليتم جميع الدورات التخصصية هناك, وما ان التحق فارس الى وحدته الجديدة اصبح فيها محط إعجاب الجميع، ضباطا وجنودا, تواضعه وشجاعته وابتسامته المشرقة كانوا مصدر إلهام لرفاقه في الميدان, وعند العام 2014 ومع بداية معارك تحرير صلاح الدين، انطلق مع وحدته إلى مناطق تكريت وبيجي، حيث قاتل ببسالة ضد عصابات داعش الإرهابية, كان يقف في الصفوف الأولى، لا يتردد في مواجهة الخطر، مؤمنًا بعدالة قضيته وحتمية النصر.لم تقتصر شجاعته على معارك صلاح الدين،

 بل امتدت إلى محافظة الأنبار، حيث شارك في معارك شرسة لتحرير الأرض من قبضة الإرهاب, وبينما كان يستعد لمعركة جديدة في يوم 21 تموز 2015، أُوكلت له مهمة تطهير منطقة الطاش الثانية، تلك الأرض التي كانت تعج بالعدو, في لحظة المواجهة الأخيرة، وبينما كان فارس يتقدم بشجاعة لتطهير المنطقة، انهال الرصاص والقذائف صوبه من كل جانب, ورغم ذلك، لم يتراجع، كان قلبه معلقاً بحلم النصر وعيونه متوجهة نحو علم العراق الذي كان دائمًا يحمله في قلبه, استشهد فارس في ساحة المعركة، تاركًا وراءه إرثًا من البطولة والتضحية.رحل فارس، لكن قصته ستظل خالدة في ذاكرة الوطن، قصة مقاتل لم يعرف سوى الشرف والوفاء، رحل شهيدًا وهو يدافع عن أرضه وشعبه.