عمر فاضل هادي
07 Sep
07Sep


محمد، الشاب الطموح، لم يكن يسعى فقط لتحقيق ذاته، بل كان يسعى لأن يكون رمزاً لكل من يؤمن بأن العراق يستحق كل تضحية، بعد إتمام جميع الدورات الاختصاصية بنجاح كان محمد جاهزاً للوقوف في وجه أعتى عدو، ولم يكُ يهاب الموت، بل كان يتمنى الشهادة في سبيل قضية يؤمن بها.

اشترك بمعاركِ تحرير محافظة الأنبار ونينوىوفي عام 2017، عندما كانت مدينة تلعفر تحت سيطرة قوى الظلام، شارك محمد في هذه المعركة المصيرية لتحريرها، كان يدرك أن هذه المعركة لن تكن سهلة، لكنه كان مقتنعاً بأن النصر قريب، وأن حلمه برفع العلم العراقي في تلعفر سيتحقق، في كل يوم كان محمد يقاتل بعزيمة وإصرار، وكان يتطلع إلى اللحظة التي سيرى فيها العلم يرفرف فوق المدينة المحررة.

لكن في 22 آب من ذلك العام، قُدِّر لمحمد أن يواجه مصيره المحتوم، عندما تصدى لمحاولة العدو استخدام عجلة مفخخة لعرقلة تقدم قوات جهاز مكافحة الارهاب، كان يعلم أن هذه اللحظة قد تكون الأخيرة في حياته، ورغم كل المخاطر، لم يتراجع ولم يخف، بل تصدى لها بكل شجاعة، ولكن قوة الانفجار كانت أكبر من أن يتحملها، فتقطع جسده، وتناثرت أحلامه مع شظايا الانفجار، 

ولكن روحه بقيت ترفرف فوق أرض تلعفر، لم يتحقق حلمه برفع العلم بيديه، لكنه رفعه بدمائه، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الوطن كبطل قدم روحه فداءً لعراق حر.استشهد محمد، لكنه لم يذهب بعيدًا، بقيت روحه تسكن كل قلب ينبض بحب العراق، وكل علم يرفرف في سماء الحرية.